mercredi 20 avril 2016

الوكيل العام بالدار البيضاء يحجز على حساب شركة للتسويق الهرمي لمواد التجميل




هل هي عملية نصب كبرى؟ أم مجرد تحقيق قضائي عادي؟ الحقيقة في كل ذلك أن هناك 15 مليار سنتيم من أموال زبناء لشركة لتسويق منتجات أركان ومشتقاته، حجز عليها الوكيل العامبالدار بالبيضاء، لفائدة تحقيق قضائي تجريه الفرقة الوطنية على خلفية شبهة تبييض وتهريب للأموال. 
الشركة المغربية التي نجحت في استقطاب آلاف المغاربة و سلبهم مدخراتهم المالية (حوالي 43 ‪ ألف شخص باعتراف الشركة المذكورة نفسها)، توجد حاليا رهن الحجز.
الشركة التي تقول أنها تمارس نوعا من التوزيع الشبكي لمنتوجات مستخلصة من اركان و بذور الصبار، تمارس في الواقع نشاطا ممنوعا بقوة القانون هو ما يسمى بالبيع الهرمي، أو مايسميه القانونيون بمشروع الإحتيال الهرمي هو نموذج عمل غير مستقر هدفه جمع المال من أكبر عدد من المشتركين، بينما يكون المستفيد الأكبر هو المتواجد في رأس الهرم.
يبدأ بشخص أو شركة في أعلى الهرم يتلخص عملها في إقناع الشخص بالإشتراك أو المساهمه بمبلغ مالي مع الوعد بمنحه خدمات أو ربح رمزي إن استطاع إقناع آخرين بالاشتراك بعده، فكلما زادت طبقات المشتركين حصل الأول على عمولات أكثر، وكل مشترك يقنع من بعده بالاشتراك مقابل العمولات الكبيرة التي يمكن أن يحصل عليها إذا نجح في ضم مشتركين جدد يلونه في قائمة الأعضاء. ويقوم هذا المشروع بالتركيز على عملية الإنخراط وربطها بالبيع بغض النظر عن نوعية المنتوج نفسه.
وحسب معلومات من مصادر بنكية فإن المبلغ المودع بحساب الشركة، يقارب الخمسة عشر مليار سنتيم و أن حوالي ثلث هذا الرقم مصدره مواطنون منإقليم خنيفرة، من مختلف الشرائح الاجتماعية: رجال سلطة، اساتذة، شرطة، تجار، عاطلون، حرفيون..
ملف الشركة الذي فتحه الوكيل العام باستئنافية الدار البيضاء، ينضاف إلى ملف آخر نشرت تفاصيله "الأحداث المغربية" و"أحداث أنفو" مؤخرا، عن توقيف مواطن سوداني نصب على مئات المغاربة و نجح هو والدته في تهريب ما يقارب الثلاث مليارات من السنتيمات الى الخارج، كانا قد تحصلا عليها عن طريق فتح عملية اكتتاب في شركة كشفت أبحاث الضابطة القضائية أن أنشطتها كانت وهمية… لاحقا تم الحكم على السوداني الابن بخمس سنوات سجنا نافذا فيما تم تعميم برقية بحث دولية عبر الأنتربول في حق والدته التي تقول مصادر أنها مختبئة الآن في مكان ما بالمملكة المتحدة.
كيف بدأت الحكاية
البداية كانت في سنة 2013، حينما تأسست شركة " LEARN AND EARN COSMETIQUE "، كما يظهر من خلال اسمها خليطا من الإنجليزية و الفرنسية، وهو اسم كاف لإثارة الشكوك انطلاقا من اسمها التجاري، لأن كلمة COSMETIQUE فرنسية لا تتطابق من الناحية اللغوية فالصحيح هو COSMETICS.
الشركة قدمت نفسها على أساس أنها، مقاولة مختصة في تسويق زيوت الأركان و "الجوجوبا" وزبدة" الكاريتي" وغيرها من المنتجات الطبيعية، بحيث يقوم المنخرط بالاستثمار في الشركة عبر التسجل أولا، ودفع انخراط دوري كل 3 أشهر، يقوم خلالها بجلب زبائن آخرين للشركة لشراء المنتج في مقابل عمولة، ويحصل أيضاً المستخدم على نسبة في حالة قيام الزبناء الذين جلبهم، ببيع المنتج لأخرين بحيث بصبح من على قمة الهرم ويصبح لديه شبكة من الزبائن المشتركين بأسفله، أو عملاء قام بالشراء عن طريقهم، بحيث يدفع الزبون أو المنخرط في الشركة مبلغ 800 درهم كل ثلاثة أشهر حتى يحصل على حساب VIP ، لينطلق بذلك حسب صاحب الشركة ومديرها العام زكرياء فتحاني إلى ربح شهري يمكن أن يصل إلى 15 درهم شهريا، وكلما جلب زبناء أو عملاء آخرين تحت إشرافه إلا وربح أموال أخرى وهكذا دواليك، كما وثق ذلك بفيديوهات متنوعة على موقع "يوتيوب"، كان آخرها، بتاريخ 16 فبراير 2016.
ربح سريع على طريقة :"الطماع يقضي عليه الكذاب"
كلما زاد مبلغ الاستثمار، كلما زاد مبلغ الربح، يؤكد مسؤولو الشركة، من خلال موقعهم على الأنترنت. http://www.earn-cosm.com/ ويمكن أن تصل الأرباح إلى نسب خيالية، إلى 730 في المئة من الأرباح، وهي حسب مختصين نسب أرباح غير ممكنة اقتصاديا، لأن الأبناك وحدها هي من يمكن لها من الناحية القانونية استثمار الأموال و تسليم أصحابها نسب فوائد عن استثمارها، حسب المقتضيات القانونية التي يتعامل معها البنك المركزي، في أي دولة بالعالم، ومعها بنك المغرب.
عملية تسليم الأرباح، تتم بشكل منطقي بمجرد انخراط عملاء جدد للشركة، بحيث يدفع الجدد للقدامى الأرباح وهكذا دواليك. فحسب زبناء تعاملوا مع الشركة، فأغلبهم دشن الاستثمار بالشركة بمبلغ يصل مابين 5000 درهم و 15 ألف درهم، ليتسلموا على التوالي أرباحا بعد شهر، تتراواح على التوالي مابين 3000 درهم و 9000 درهم يتم سحبها من الحساب الخاص للشركة.
مصانع ومخازن وهمية تسوق السلع لبلدان الخليج
لكن هذه الأرباح الخيالية والسريعة التي تشبه إلى حد ما أرباح البورصة، في أجمل اللحظات التي يبتسم الحظ فيها للمضارب، أليست ناتجة عن عملية بيع وشراء للسلع وهي بالطبع زيوت الأركان وغيرها؟ بالطبع في أي عملية تسويق واقعية هناك سلعة وزبناء و أرباح ورؤوس أموال، لكن في حالة شركة "LAE" ليست هنالك سلعة ولا مصانع أو مخازن تخزن زيوت الأركان و غيرها من المنتجات المسوقة بالشركة، اللهم بعض النماذج القليلة المعروضة بمقر الشركة بشارع عبد المومن بالدارالبيضاء، رغم أن مبدأ الشركة حسب ما يسوقه مديرها وموقعها، أن الزبون يتسلم مباشرة السلع لقاء ما يدفعه من أموال مستثمرة.
وحاولت الأحداث المغربية، ربط الاتصال بالرقم الهاتفي الخاص بالشركة، المتوفر على موقعها الإلكتروني، 0662373179 لكن لا مجيب، ما يطرح علامات استفهام كبرى، تسير في تأكيد واقعة النصب كما يؤكدها حجز الوكيل العام بالدار البيضاء على الحساب البنكي للشركة.
أخطاء وسذاجة وموقع بسيط غير محين
يكتشف زائر موقع http://www.earn-cosm.com/ أنه مع موقع بسيط من حيث التصميم، ولا يتحين باستمرار، أشبه بمدونة أكثر منه موقع شركة استثمارية كبرى كما يدعيه أصحابها، والتي تفرض تحيينا للموقع وتجديد التصميم من حين لآخر والتوفر على مطور مواقع خاص بالشركة، إذ بمجرد أن يلج الزائر الموقع يتفاجئ بالرسالة التالية:
السلام عليكم زوارنا الكرام
نتيجة للتغيرات الرائعة التي عرفتها شركتنا على مستوى جميع المستويات
الموقع الآن تحت الصيانة لمواكبة كل جديد يخص شركتنا
للتواصل معي من أجل فهم المشروع
على الرقم التالي: 0662373179
أو على الايميل التالي: [email protected]
إضافة إلى ذلك، يكفي للمنخرط أن يتسجل بالموقع، عبر وضع بياناته اسمه ونسبه وعنوان بريده الإلكتروني، وتسلم حساب خاص، عنئذ يمكن للمنخرط الاستثمار في الشركة عبر دفع الأموال إلكترونيا في حساب الشركة، عبر دفع نصف المبلغ لحساب الشركة، والنصف الثاني لحساب مديرها ومسيرها زكرياء الفتحاني، مما يطرح أكثر من علامة استفهام، تسير نحو فرضية النصب. 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire